أيا رب إن البرد أصبح كالحا**وأنت بحالي يـا إلهـي أعلـم
فإن كنت يوما في جهنم مدخلي**ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
فتعجبت من فصاحته وقلت له: يا شيـخ مـا تستحـي تقطـع الصلاة وانت شيخ كبير؟!، فأنشد يقول:
أيطمع ربي أن اصلي عاريا** ويكسو غيري كسوة البـرد والحـر
فوالله ما صليت ما عشت عاريا** عِشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة** وإن غيمت فويل للظهر والعصر
وان يكسني ربي قميصا وجبة** أصلي له مهما أعيش من العمـر
فأعجبني شعره وفصاحته فنزعت قميصا وجبة كانتا علـي ودفعتهما إليه وقلت له:
إلبسهما وقم فصـل، فاستقبل القبلـة وصلى جالسا وجعل يقول:
إليك اعتذاري من صلاتي جالسا** على غير طهر موميا نحو قبلتي
فمالي ببرد الماء يارب طاقة** ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي
ولكنني استغفر الله شاتيا** واقضيهما يا رب فـي وجـه صيفتـي
وإن أنا لم أفعل فأنت محكم** بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي